1957 بناء سور الكويت الثالث

الدفاع عن مدينة الكويت
إعداد أ. د. عبدالله يوسف الغنيم

نشرت القبس في حلقتين سابقتين دراسة تحليلية لوثائق المرحوم أحمد محمد صالح الحميضي عن بناء سور الكويت الثالث، والتكاليف التي تحملتها الحكومة في بنائه، وفي هذا العدد ننشر الدراسة الثانية في حلقتين تبين صفحة أخرى من تاريخ سور الكويت، وتمثل الحلقة الاولى جانباً من استعدادات أبناء الكويت للدفاع عن مدينتهم أمام الغزوات الخارجية
وقد اعتمدت هذه الدراسة التي أعدها الأستاذ د.عبدالله يوسف الغنيم، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، على ما جاء في وثائق أسرة الخالد الكريمة، ولعل نشر مثل هذه الوثائق يحفّز بقية الأسر الكويتية لإظهار الوثائق التي لديهم وتقديمها للباحثين لما يفيد ذلك من إثراء وإضافة لتاريخ الكويت
تكلمنا في البحث السابق عن بناء السور الثالث للكويت، وبيَّنا الأسباب التي أدت إلى بنائه، وهي الغزوات التي كان يقوم بها «الإخوان» المتشددون على الأراضي الكويتية، وانتهاكهم حرمات الأهالي من قبائل الكويت وحضرها، وقد اشتد ذلك بعد معركة حمض وتضاعف بعد معركة الجهراء التي حدثت في العاشر من أكتوبر 1920م، أي بعد بناء سور الكويت، وفي السنة نفسها التي أنجز فيها
وتروي لنا المصادر التاريخية والمصادر الشفهية والوثائق أن الكويتيين لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تلك الانتهاكات، بل كانت هناك حراسة مشددة على سور الكويت، وبمجرد وصول معلومات عن غارة من الغارات كانت تخرج إليها قوة كويتية تطارد المعتدين وتحاول أن تسترد منها ما سلبته من أهالي الكويت وقبائلها من الأغنام والجمال. وقد رصدت لنا وثائق المعتمدية البريطانية عدداً من تلك الانتهاكات، ونتوقف هنا عند تاريخ محدد لارتباطه بعدد من وثائق أسرة الخالد المتعلقة بحراسة سور الكويت بهدف تقديم تصور متكامل لأحوال الكويت وبيان الظروف التي كتبت فيها تلك الوثائق
جاء في يوميات المعتمدية السياسية في الكويت أنه في وقت متأخر من مساء يوم 26 من نوفمبر 1927م، وصلت إلى الكويت معلومات تفيد بأن قوة من « الإخوان » تنوي عبور الحدود الجنوبية في طريقها إلى الكويت، وقد أثارت هذه المعلومات الفزع في مدينة الكويت، فتم تحذير البدو المحليين ( بدو الكويت ) بواسطة السيارات، وقامت مجموعة أخرى من السيارات بجولات استطلاعية على طول الحدود الجنوبية والغربية (1
وفي 4 من ديسمبر 1927م، قامت مجموعة تقدر بأربعمائة شخص من « الإخوان » بالإغارة على عريب دار من بدو الكويت في أم الرمم بالقرب من منطقة «الزقلة» على بعد سبعة أميال شمال الجهراء، وأخذوا منهم عدداً كبيراً من الجمال
وعندما وصلت أخبار تلك الغارة إلى الكويت، انطلقت قوة مكونة من مائة رجل بالسيارات إلى الجهراء، التي وصلوا إليها مساء، فلم يتمكنوا من استرجاع شيء من الأسلاب، لأن الغزاة استطاعوا مغادرة حدود الكويت الجنوبية في صباح الخامس من ديسمبر (2
وجاء في تقرير المعتمدية البريطانية لشهر ديسمبر عام 1927م، أن سور مدينة الكويت الذي تداعت بعض أجزائه قد أعيد إصلاحه، وأن الرجال تحتشد عنده كل ليلة للحراسة، وأن الجهراء تحت حراسة قوة تقدر بأكثر من 400 رجل، بالإضافة إلى البدو المحليين الذين يخيمون خارج القرية، وعلى الرغم من هذه الاحتياطات، فإن القلق ما زال مسيطراً على المدينة (3
وتقدم الوثائق الأهلية الكويتية المتمثلة في وثائق أسرة الخالد صورة مكملة لتلك الحوادث التي نقلناها بإيجاز عن يوميات المعتمدية البريطانية. وعن تلك الفترة نفسها، وهي شهر ديسمبر 1927م، عثرنا على دفتر صغير ضمن مجموعة وثائق الخالد كتب عليه «دفتر النطارة سنة 1346 (4)، ويحتوي الدفتر المذكور على ثماني صفحات تحت العناوين التالية
أولا- « أصل السلاح المقبوض من الشيوخ وخارجه في جمادى الثاني سنة 1346هـ - ديسمبر 1927م
وتتضمن هذه الصفحة والتي تليها قائمة بعدد البنادق (التفق) وعدد الرصاص (الفشق) الذي تم تسلمه من الشيوخ أي من الحاكم وأسماء الذين وزعت عليهم تلك البنادق ( وثيقة رقم 1
هدم السور عام 1957 
دفترالنطارة (الحراسة) لسنة 1346هـ (1927م)
وثيقة 1: أصل السلاح المقبوض من الشيوخ : أسماء الأشخاص الذين تسلموا البنادق
● وثيقة 2: المسؤولون عن السلاح وعدد البنادق التي تسلمها كل منهم
● وثيقة 3: اسماء جماعة الحراسة (النطارة) بحسب ما هو مسجل في الدفتر
غداً المجموعات المدافعة وبث الحماس في نفوسهم

إرسال تعليق

0 تعليقات